حركة النهضة بدات تفقد عقلها السياسي البارد..

بيان المكتب التنفيذي لحركة النهضة يؤكد أن الحركة تعيش في مازق سياسي وأن عبير موسي تنجح حتى الآن في حشرها في الزاوية بعد سقوطها أكثر من مرة في الفخاخ التي تنصبها لها خاصة عبر لعبة اللوائح..عندما قدمت عبير موسي لائحة لتصنيف حركة الإخوان المسلمين حركة إرهابية كانت تعرف ان اللائحة لن تمر ولكنها كانت تبحث عن توريط حركة النهضة في موقف يؤكد ارتباطها بحركة الإخوان المسلمين لذلك بمجرد إسقاط اللائحة في المكتب بتحالف بين الحركة وائتلاف الكرامة وقلب تونس راحت تحتفل في شارع الحبيب بورقيبة لأن رفضا صادرا عن هذه الاحزاب فيه شبهة الانحياز العقائدي للإخوان المسلمين وشبهة استغلال فساد الحليف..موقف حركة النهضة في البداية كان تمرير اللائحة والمراهنة على الجلسة العامة وديمقراطية البلاد التي لا تقصي أحدا ولكن تيار الكرامة جرها إلى رفض مشكوك في قانونيته..ربما لو مرت اللائحة لكان امتحانا ديمقراطيا ولكن مناسبة علنية لتعبير التونسيين عن تمسكهم بقواعد العيش المشترك وتعرف حركة النهضة أن أغلب الاحزاب لن تصوت لتلك اللائحة وخاصة التيار الديمقراطي .خسارة النهضة الحقيقة من اللوائح التي تقدمها عبير موسي سقوطها في منطق الاستقطاب معها واعتبار أي موقف هو مع أو ضد عبير موسي وهذه أكبر خدمة لها وأيضا خسارة حلفاء مع كل لائحة فبعد الخصومة مع حركة الشعب بمناسبة لائحة التدخل الأجنبي في ليبيا تقع الآن في فخ خسارة التيار الديمقراطي وبيان مكتبها التنفيذي يفتح الباب على ذلك رغم أنها تعرف أن التيار لن يصادق على اللائحة في جلسة عامة .تلعب عبير موسي على عدم تماسك الائتلاف الحاكم ومع كل لائحة تحدث شرخا جديدا تسقط فيه خاصة حركة النهضة قليلة الأصدقاء حركة النهضة معزولة وضعيفة حيث لها حليف وحيد هو ائتلاف الكرامة اما قلب تونس فلم يترك فرصة إلا وانقلب فيها عليها من حكومة الجملي إلى لائحة التدخل الأجنبي في ليبيا..ليس لحركة النهضة أوراق تلعبها فسحب الثقة من الحكومة يعني العودة إلى إنتخابات غير مأمونة النتائج أو البقاء في المعارضة أربعة سنوات وهي مدة لن تستطيع تحمل خسائر بقائها فيها..حركة النهضة التي لا ترتبط بعلاقة جيدة بقيس سعيد وفي حالة عدائية مع اتحاد الشغل الذي يعتقد أن موقف ائتلاف الكرامة منه هو الموقف الحقيقي لحركة النهضة ستخسر كل شىء اذا واصلت تقييم مواقف حلفائها عبر ما تطرحه عبير موسي لأن ذلك هو هدفها وهي تنجح فيه حتى الآن..على حركة النهضة أن تستعيد عقلها السياسي البارد وتحاول بناء علاقات ثقة مع رئيس الدولة والأحزاب الديمقراطية حتى تقوم هي بعزل عبير موسي قبل أن تنجح هي وتتركها دون أصدقاء..
بقلم المحامي والناشط السياسي عبد الواحد اليحياوي