تونس تحتفي بفنان الشعب المصري بأوبريت”سيد درويش النبض الخالد”

تستقبل قاعة الريو بالعاصمة التونسية يوم الجمعة القادمة 28 يونيو الجاري ومسرح الاوبرا التونسية يوم 11 يوليو القادم أوبريت”سيد درويش النبض الخالد” عن نص وإخراج سفيان بن فرحات، والإشراف الموسيقي نورالدين بن عايشة، وذلك في اطار احتفاء الجمهورية التونسية بفنان الشعب المصري سيد درويش
أوبريت ” سيد درويش النبض الخالد ” يشارك فيه من الممثلين كل من : محمد سعيد ، نور قلبي ، علي القصيبي ، هيثم قويعة ، أما الموسيقيون فهم : جمال عبيد ، زبير المولي ، سمير بن جميع، والمطربون : منجية الصفاقسي، نور الدين بن عايشة، جميلة حقي، منذر اليعقوبي، وكوريغرافيا عايدة فارح
«سيد درويش» واحد من الأسماء والنوابغ الفنية التى صاغت الموسيقى العربية الحديثة، والمجدد الأبرز والتى ارتبطت أعماله بهموم الشعب فى فترة التحولات الوطنية والفنية والفكرية، كما يعد مؤسس النهضة الموسيقية فى مصر والعالم العربى. ورغم رحيله فى ريعان شبابه عن 31 عاما فى 10 سبتمبر 1923 أى منذ مائة عام إلا أن تراثه الفنى مازال حيا ونابضا ومتجددا ومتقاطعا مع هموم كل عصر ومازال المطربون الكبار والشباب أيضا يتغنون بأعماله.
قد مثل عطاؤه منطلقا لكل الأجيال التى أتت من بعده لتقدم إضافتها النوعية لما حققه وتركه من تراث موسيقى وغنائى كما كانت موسيقاه وغنائياته الوطنية الثورية الطابع ألحانه إحدى أيقونات ثورة 1919.
وكانت حياة سيد درويش محل أهتمام أصحاب الأقلام من أدباء ومفكرين وباحثين وصحفيين على مدى سنوات طويلة، حيث تناوله كل منهم من زاوية مختلفة وقد وقع تحت إيدينا كتاب نادر وقديم عن فنان الشعب. وتكمن أهمية هذا الكتاب فى ملمحين الأول أن تاريخ صدوره يعود إلى 4 نوفمبر 1962 أما الملمح الثانى فهو أن الكتاب ليس لمؤلف واحد، وإنما شارك فى كتابته باقة من الكتاب والمتخصصين الرواد ذوى الأسماء المهمة ومن هؤلاء بديع خيرى، توفيق الحكيم، حسين فوزى، زكى طليمات، سليمان جميل، صلاح جاهين، طاهر أبو فاشا، عباس الأسوانى، عبد الرحمن الشرقاوى، فتحى سعيد، عبد الفتاح غبن، فتحى غانم، فؤاد شبل، محمد على حماد، نعمان عاشور، يوسف حلمى، يوسف شوقى وغيرهم كما تضمن الكتاب لوحات بريشة لكل من: أبو العينين، بهجت، رجائى، سيف وانلى، عبد المنعم القصاص، ناجى، عزت أبوبكر خيرت ويوسف وهبى ونجيب محفوظ ومأمون الشناوى وأحمد رامى وفؤاد دوارة ورياض السنباطى ومحمد حسن الشجاعى
الفنان سيد درويش ينحدر من أسرة بسيطة فى أحد أحياء الإسكندرية، وهو كوم الدكة، والتحق وهو فى الخامسة من عمره بأحد الكتاتيب ليتلقى العلم ويحفظ القرآن، وبعد وفاة والده وهو فى السابعة من عمره، قامت والدته بإلحاقه بإحدى المدارس. بدأت تتضح موهبته الفنية فى المدرسة، حيث بدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازى والشيخ حسن الأزهرى، ثم عمل بالغناء فى المقاهى. تزوج سيد درويش وهو فى السادسة عشرة من العمر، وأصبح مسؤولا عن عائلة، وعمل مع الفرق الموسيقية، عمل مع الأخوين أمين وسليم عطا الله، عرضاً عليه السفر إلى الشام (سوريا) مع فرقتهما للعمل هناك. وافق الفنان وسافر فعلا مرتين وقدم فنه وموهبته للأشقاء فى سوريا ولقى إعجابا شديدا. وفى عام 1917 انتقل سيد درويش إلى القاهرة، حيث سطع نجمه، ولحن لأكبر الفرق المسرحية. وبلغت شهرته الآفاق، وأخذت الأماكن الفنية والمسارح تتخاطفه، سطع نجم درويش من خلال غنائه لأغان تحفز المصريين خلال ثورة 1919، مثل «قوم يا مصرى». وكان من أوائل الفنانين الذين ربطوا بین الفن والسیاسة.