بين ثقافتين: (إثراء) يستضيف الكورال الصيني في أمسية موسيقية استثنائية

الأحساء – زهير بن جمعة الغزال
في مشاركةٍ أولى، وضمن فعاليات “شتاء إثراء” في موسم الخبر الذي انطلقت فعالياته في 29 أكتوبر الشهر الماضي، يستضيف مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) أمسية موسيقية استثنائية تعبر الحدود من الشرق إلى الشرق، تقدّمها الفرقة الغنائية التابعة للمركز الوطني للفنون المسرحية الصينية بقيادة المديرة الإدارية للكورال والقائدة الموسيقية جياو مياو، وبحضور نائب رئيس المركز “وانغ تشنغ”، وذلك على مسرح إثراء في 11 ديسمبر 2025م، في ليلةٍ يلتقي فيها الصوت مع الذاكرة.
منذ تأسيسها عام 2009م قدمت الفرقة عروضًا في أبرز المحافل الدولية، من قمة قادة مجموعة العشرين (G20) في هانغشتو، إلى افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، لتصل اليوم إلى الظهران، في أول ظهور رسمي للفرقة في المملكة، لتمتد الموسيقى كجسرٍ بين ثقافتين.

وفي تعليقها على هذه الأمسية، أوضحت نورة الزامل مديرة البرامج في إثراء: “استضافة الكورال الصيني يمثّل تلاقيًا ثقافيًا بين مؤسستين ثقافيتين لهما ثقلهما محليًا وعالميًا، وذلك انطلاقًا من إيمان مشترك بدور الثقافة في بناء جسور الحوار والإلهام”. مشيرةً إلى أن هذه الأمسية تتيح الفرصة لتعميق التفاهم الإنساني عبر جمال الأداء المسرحي الذي يلامس الشعوب قبل أن يخاطب اللغة.
ومن جانبٍ آخر، يذكر بول بييرن رئيس وحدة الفنون الأدائية في إثراء: “تقدّم هذه الأمسية تجربة موسيقية مبهجة تتجاوز الحدود الثقافية وتناسب جميع الأجيال، فهي تضع الجمهور أمام لغة موسيقية مشتركة، تعيد التأكيد على قدرة الفن في تقريب المسافات بين الشعوب.”
ومن جهتها، أعربت المديرة الإدارية للكورال والقائدة الموسيقية جياو مياو عن اعتزازها بتقديم العرض للمرة الأولى في المملكة، فوق مسرح إثراء تحديدًا، قائلةً: “الموسيقى لا حدود لها؛ بوصفها لغة تستطيع أن تجمع بين الشعوب والثقافات وتعزز التقارب بينهما.”

يُقام الحفل الموسيقي للكورال الصيني بالتعاون الحصري مع “إثراء” ضمن برنامج الفنون المسرحية التي يقدمها المركز هذا الموسم، حيث يتيح للجمهور فرصة حضور الأمسية عبر حجز التذاكر، وتتضمن الفعالية مجموعة من الأعمال الغنائية الكلاسيكية والغربية والأغاني الفلكلورية الصينية.
وتكتسب هذه المشاركة أهمية فنية ورمزية، كونها تنعقد بالتزامن مع العام الثقافي السعودي الصيني 2025م، واستمرارًا لسلسلةٍ من الجسور الثقافية التي شملت سابقًا: ليالي السينما السعودية في بكين 2024، مشاركة إثراء في معرض بكين الدولي للكتاب 2024، وبرنامج جسر إلى اللغة الصينية 2025، ما يعكس عمق الحوار الثقافي والفني بين البلدين.










