بعد طرحها في بورصة شيكاجو.. ما حقيقة بيع أثيوبيا المياه لمصر؟

كتبت: نهى حمودة
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، عن حقيقة إمكانية بيع مياه النيل لمصر من قبل إثيوبيا.
لا بيع للمياه بين إثيوبيا ومصر
أكد “شراقي” أن فكرة بيع المياه كسلعة ليست جديدة، حيث توجد بعض الدول التي تعتمد على شركات لتحلية المياه المالحة وبيعها، وهذه الفكرة ما زالت في مراحلها الأولى في بعض البلدان حول العالم. وأوضح أن فكرة بيع مياه النيل لمصر “لن تحدث على الإطلاق”، مستشهداً بأن مصر تمتلك السد العالي الذي يضمن احتياجاتها المائية لفترات طويلة، مما يجعل الحاجة لاستيراد المياه غير ضرورية. كما أشار إلى أن موسم الأمطار في دول منابع النيل يتسبب في فيضانات لا يمكن تخزينها خلف سد النهضة، ما يستدعي تفريغ المياه لتجنب الأضرار في دول المنبع.
إنتاج الكهرباء من سد النهضة: تساؤلات وأسباب فنية
وتطرق الدكتور عباس شراقي إلى مسألة إنتاج الكهرباء من سد النهضة، مشيراً إلى أن توقف توربينات السد قد يعود إلى أسباب فنية تتعلق بتركيبها وضبطها، أو لعدم وجود شبكة كافية لنقل الكهرباء سواء في الداخل أو إلى الخارج في حالة التصدير. وأضاف أن هناك 4 توربينات تم تركيبها حتى الآن، وكان عملها متقطعاً “تعمل أسبوعاً وتتوقف شهوراً”. كما يتم التخطيط لتركيب 3 توربينات أخرى في ديسمبر الجاري من إجمالي 9 توربينات.
زيادة المياه الواردة لمصر مع تشغيل التوربينات
وأشار شراقي إلى أنه في حال تشغيل التوربينات بشكل كامل، يمكن زيادة كمية المياه التي تمر عبر السد إلى مصر، حيث ستُغلق بوابة المفيض العلوية. وتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة الإيراد اليومي من المياه بما يتناسب مع ساعات تشغيل التوربينات. وذكر أن التخزين في بحيرة سد النهضة منذ 5 سبتمبر 2024 ثابت عند منسوب 638 مترا فوق سطح البحر، ويقدر إجمالي التخزين بـ 60 مليار متر مكعب. كما أضاف أنه يتم حالياً مرور حوالي 50 مليون متر مكعب يومياً عبر بوابة واحدة من بوابات المفيض العلوية.
عودة المياه المصرية المحتجزة
وتابع شراقي قائلاً: “عند عودة تشغيل التوربينات، سيتم استخدام جزء من المخزون الأصلي (60 مليار متر مكعب)، مما سيزيد من الإيراد اليومي”. كما أشار إلى أن المياه المصرية المحتجزة هذا العام، والتي تقدر بحوالي 19 مليار متر مكعب، قد تعود قريباً، وربما جزء من المخزون المحتجز في السنوات السابقة.