الوضع في حاجة الى اجراءات اقوى
لا يختلف تونسيان في الاتفاق على دقة الوضع الذي تعيشه الانسانية بشكل عام و تونس بشكل خاص و ذلك في ظل الحرب غير المتكافئة التي نخوضها جميعا مع وباء شرس و غامض و لم نبتكر له دواءا لحد الان . و لا شك ان هذه الازمة التي فرضت اجراءات صارمة و ربما مؤلمة على الجميع تحتاج الى اكثر من تحليل و من مقاربة خاصة و ان كل الخبراء يتوقعون ان يترك هذا الوباء تاثيراته السلبية على مختلف مناحي الحياة الانسانية و لفترات طويلة . و من المهم ان نفكر في مستقبل تونس اقتصاديا و الذي ينطلق منذ الان . لسنا من المزايدين و لا يمكن ان ننكر ان حكومة الياس الفخفاخ قد وجدت امامها تركة ثقيلة تركتها حكومة يوسف الشاهد اذ لم يقع التحكم في التضخم و لم يتم الحد من البطالة و تواصل الاعتماد على القروض الخارجية علاوة على اعتماد المحاباة اسلوبا لتحريك الادارة و الحياة الاقتصادية . و داهم استفحال الكورونا و اختراقها الاراضي التونسية حكومة الياس الفخفاخ و فرض عليها اجندة اخرى لا تحتمل الارجاء و الابطاء . و اذا كانت حكومة الياس الفخفاخ قد اتخذت جملة من الاجراءات فانه من الضروري الاشارة الى ان هذه الاجراءات تبقى غير كافية و هي مجرد “تلطيف” لحدة الوضع . الاسناد الاجتماعي مهم و ضروري و لكن حين يحافظ على منطق اعتماد الجباية اداة للتبرع فهذا يعني محافظة على الاليات القديمة التي تجعل الموظفين يتبرعون باكثر مما تبرع به الاخرون . و لا يكفي ان نحد من تداعيات الازمة فقط بل لا بد من التفكير في كيفية تنشيط الاقتصاد اثر الازمة و هنا يبدو المبلغ الذي خصصته الحكومة للازمة دون المطلوب لان تونس تحتاج الى ما لايقل عن 10 مليار دينار و هو ما يفرض على الحكومة التونسية جهدا اكبر في حشد الموارد من خلال التوقف عن سداد اقساط الديون المستحقة لصندوق النقد الدولي من ناحية و الغاء وساطة البنك المركزي في الاقتراض من السوق الداخلية لان هذه الوساطة توفر للبنوك ارباحا اضافية و تثقل كاهل الدولة و الاجيال القادمة . الغاء وساطة البنك المركزي ليس مجرد مطلب ذي ابعاد اقتصادية اذ ان له ابعادا اخلاقية ما دام فاقدا لمبرراته و ليس الا اداة اثراء لبعض الاطراف حتى و ان كان استجابة لشروط الدوائر الاجنبية العالمية . و الحديث عن الجانب الاخلاقي يدعو لان يتولى الياس الفخفاخ التحقيق في اسرع وقت في ما احاط بمشروع توفير 30 مليون كمامة من شبهات لان السكوت يضعف مصداقيته
محمد صالح الجنادي