مقالات

القوة أم الدمار؟ شبابنا بين مفترق الأمل والانهيار

بقلم: الكاتب والإعلامي طراد علي بن سرحان الرويس
حرر بتاريخ: ٢٧ / ١٠ / ٢٠٢٥م
في زمنٍ تتسارع فيه المتغيرات، وتتعاظم فيه التحديات – كأزمة البطالة التي تضرب (25%) من الشباب العربي في عام 2025م، وذلك حسب تقارير البنك الدولي.
لذلك لم يعد الحديث عن الشباب ترفًا فكريًا أو خطابًا إنشائيًا، بل أصبح ضرورة وطنية واستراتيجية وجود، فهم ليسوا مجرد فئة عمرية تمرّ في دورة الحياة، بل هم الطاقة الكامنة، والنبض الحي، والركيزة التي يُبنى عليها مستقبل الأوطان، وعماد نهضتها في كل العصور.
لقد أدركت الدول العظمى أن الاستثمار الحقيقي لا يكمن في الثروات الطبيعية، ولا في التكنولوجيا وحدها، بل في الإنسان، وتحديدًا في مراحل شبابه.
فالشباب وحدهم يصنعون النهضة، ويقودون التغيير، ويحمون الأوطان بأفكارهم قبل سواعدهم، وبإبداعهم قبل عتادهم، فهم من يكتبون التاريخ، لا من يقرؤونه فقط، وهم من يصنعون المجد، لا من يتغنون به.
والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها، هي أن الشباب سلاحٌ ذو حدّين: فإن أُحسن توجيههم، أصبحوا درعًا للوطن، وسيفًا في وجه الجهل والتطرف، وبُناةً لمستقبلٍ مشرق.
أما إذا تُركوا فريسةً للفراغ، والتيارات الهدامة كالتي على وسائل التواصل مثل “التريندات السلبية” أو “الرسائل المضللة”، فإنهم يتحولون إلى معاول هدم ودمار، تهدد أمن المجتمع، وتُطفئ نور الأمل، وتزرع بذور الانهيار في جسد الأمة.
(مسؤوليتنا الجماعية: احتضان أم إهمال؟)
إن مسؤوليتنا جميعًا – أفرادًا ومؤسسات، قادةً ومربين، إعلاميين ومثقفين – أن نحتضن شبابنا، نُصغي إليهم قبل أن نُحاضرهم، نمنحهم الثقة قبل أن نُحاسبهم،
نفتح أمامهم أبواب الإبداع والمشاركة، لا نوافذ التهميش والإقصاء.
فبأيدينا نصنع منهم قادة فكر، ورواد تنمية، ونماذج مضيئة في سماء أوطاننا، وبأيدينا أيضًا، نصنع منهم قنابل موقوتة، تهدد حاضرنا وتُعتم مستقبلنا.
(شبابنا: حماة الوطن في كل ميدان)
إن شبابنا هم حماة الوطن، ليسوا فقط في ميادين القتال، بل في كل ميدان: في العلم، في الإعلام، في الاقتصاد، في الثقافة، في التقنية، وفي كل زاوية من زوايا البناء الوطني.
فبهم نرفع راية أمتنا، وبهم نواصل المسيرة نحو مستقبلٍ باهر، وبهم نكتب فصول الغد، ونكون شركاء في صناعة الأمل، لا شهودًا على الانهيار والدمار.
أيها الشباب .. أنتم المستقبل
أنتم لستم أرقامًا في الإحصاءات، ولا صورًا في الحملات الدعائية، أنتم القلب النابض لهذه الأمة، وأنتم من يملك مفاتيح الغد.
لا تسمحوا لأحد أن يُطفئ شعلة الإيمان في داخلكم، ولا أن يُقزّم أحلامكم، أنتم القوة حين تُوظف في الخير، وأنتم الدمار حين تُترك بلا رؤية ولا احتواء، فانتم بثقافتكم واصالتكم تملكون من المقومات التي من خلالها تكونوا قادرين على مواجهة كل التحديات.
فلنؤمن جميعا بأن: ( كل شاب يُحتضن، هو وطن يُصان، ومستقبل يُبنى، وأمة تُنهض).

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى