مقالات

الشتاء… حين يتجمّد الدفء في القلوب سبعة أسباب تجعل هذا الفصل الأصعب على من يعيشون الحزن

قلم من ذهب

سعادة

يُنظر إلى الشتاء عادةً كفصلٍ للسكينة والمطر والدفء العائلي، لكنه بالنسبة لكثيرين يحمل وجهًا آخر: وجهًا باردًا يعمّق الحزن ويغذّي مشاعر الوحدة.
فعندما يجتمع الظلام الطويل مع البرد القارس، يجد البعض أنفسهم في مواجهة تحديات نفسية وجسدية تُثقل القلب والعقل معًا.

ووفقًا لتقرير نشره موقع “What’s Your Grief”، هناك سبعة أسباب رئيسية تجعل فصل الشتاء الأصعب على من يعيشون الحزن أو الوحدة المستمرة.


1. نقص ضوء الشمس… حين يتراجع الضوء يتراجع المزاج

تؤدي قلة ضوء الشمس وطول الليل إلى زيادة إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النعاس، وانخفاض السيروتونين المرتبط بالمزاج، إلى جانب نقص فيتامين D.
هذا الخلل يربك الجسد والعقل معًا، فيترك الشخص مرهقًا، متوترًا، سريع الانفعال.
وللتخفيف من ذلك، ينصح الخبراء بالخروج في النهار كلما أمكن، وفتح الستائر ليدخل الضوء الطبيعي، أو استخدام مصباح العلاج الضوئي لبضع دقائق يوميًا.


2. حُمّى المقصورة… سجن النفس في جدران مغلقة

رغم أنها ليست تشخيصًا طبيًا، فإن ما يُعرف بـ”حمّى المقصورة” ظاهرة واقعية تصف القلق والانفعال الناتجين عن البقاء الطويل داخل أماكن مغلقة أو معزولة.
بالنسبة للحزانى، يزيد ذلك من الغرق في الذكريات المؤلمة والتفكير المستمر في الفقد.
لذا، يُستحسن إشغال الذهن بأنشطة مفيدة: حل الألغاز، مشاهدة فيلم، ممارسة هواية، الكتابة، أو حتى الاتصال بصديق.


3. العزلة الاجتماعية… حين يصبح الصمت رفيقًا ثقيلًا

يميل الحزانى بطبيعتهم إلى الانسحاب، ومع صعوبة التنقل في الشتاء والرغبة في تجنّب البرد، قد يتحوّل هذا الميل إلى عزلة حقيقية.
لكن الوحدة، كما تشير الدراسات، تُضعف المناعة وتزيد من خطر الاكتئاب.
لذا حاول الخروج ولو لوقت قصير إلى مكان عام، أو زيارة صديق، أو حضور فعالية مجتمعية. فالدفء الإنساني هو العلاج الأعمق للبرد النفسي.


4. قلّة الحركة… جمود الجسد يعمّق جمود الروح

الحركة تُنشّط الدورة الدموية وتُحفّز إفراز هرمونات السعادة، لكن الشتاء يحدّ من النشاط بسبب البرد والثلوج.
حتى لو تعذّر المشي طويلاً، يمكن تعويض ذلك بتمارين خفيفة داخل المنزل أو متابعة حصص رياضية عبر الإنترنت لمدة 20 دقيقة يوميًا.
الرياضة البسيطة — مهما كانت قصيرة — قادرة على إحداث فرق حقيقي في المزاج والطاقة.


5. الطعام والمزاج… علاقة أكثر عمقًا مما نظن

في الشتاء، تزداد الرغبة في الأطعمة الثقيلة والحلوى، وقد يكون ذلك غريزة قديمة لتخزين الطاقة أو مجرد استجابة نفسية للبرد والعزلة.
لكن نوعية الطعام تؤثر مباشرة على الحالة المزاجية.
احرص على تناول وجبات متوازنة غنية بالعناصر المفيدة، وجرّب مفهوم “الأكل الحدسي” الذي يدعوك لاختيار ما يُشعرك بالتحسن، لا ما يملأ المعدة فقط.


6. موجة ما بعد الأعياد… الحنين الذي يطول

تأتي الأعياد محمّلة بالذكريات، لتثير مشاعر الحنين والفقد، ومع انقضائها يترك الفراغ أثره الثقيل.
قد تطول هذه الحالة حتى نهاية الشتاء، لذا من المهم إدراك أنها مرحلة مؤقتة، وأن الضوء سيعود مع الربيع.
ابحث عن طرق صغيرة تُنعش يومك — كالمشي القصير، الكتابة، أو تزيين المنزل — فهي خطوات بسيطة تبعث الأمل من جديد.


7. الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)… اكتئاب له موسم

هو نوع من الاكتئاب يرتبط بتغيّر الفصول، ويظهر غالبًا مع بداية الشتاء، ليزول تدريجيًا في الربيع.
تتضمن أعراضه: الإرهاق، النوم المفرط، تغيّر الشهية، الحساسية المفرطة، وثقل الأطراف.
ويُنصح باستشارة مختص عند ملاحظة هذه العلامات، فالعلاج المبكر يمنح فرصًا أفضل للتعافي.


في الختام… ابحث عن دفئك الداخلي

الشتاء ليس عدوًّا، لكنه يختبر قدرتنا على الاهتمام بأنفسنا.
قد لا نستطيع التحكم في طول الليل أو برودة الطقس، لكننا نملك دائمًا خيار البحث عن الضوء — في الداخل قبل الخارج — وعن لحظات دفء صغيرة تُذكّرنا بأن الربيع قريب.

لا تخف من البرد… فكل شتاء يحمل في طيّاته وعدًا بربيعٍ جديد، وكل ظلامٍ يخفي وراءه شمسًا تنتظر أن تُشرق.


مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى