التصالح مع الذات في زمن المتناقضات

نعيش اليوم عديد التأثيرات الخارجية التي تجعلنا غير راضين بالواقع الذي يحيط بنا، نعيش صراعا داخليا يجعلنا غير قابلين لأنفسنا
أو لما يحيط بنا. هذا الصراع يؤدي بنا غالبا إلى التفكير السلبي، عدم التوافق، عدم السيطرة على النفس في التعامل مع الآخرين،
وهنا أتوقف لأسأل نفسي، هل انا أسيئ لنفسي أم للأخرين، هل أنا الجاني على نفسي أم الضحية، هل أنا إذا غيرت نظرتي لنفسي
سأغير نظرتي لما حولي.
الجواب حتما نعم، فالإنسان الذي عانى الفشل لن يعجبه نجاح الأخرين، ومن عانى من الإنهيار العائلي لن يبقي غيره في سلام، وهنا
ندخل في دوامة معتمة، غامضة لا خروج منها.
كيف أتصالح مع نفسي؟
أوَل الخطوات هو أن تبدأ بمسامحة نفسك على كلَ خطا إرتكبته سواءا كان تحت سيطرتك أو خارجها، هذه الخطوة الأولى ستدفعك
إيجابيا إلى التسامح مع الآخرين، حيث لا يمكنك أن تحبَ الآخرين وأنت تكره نفسك، لا يمكنك أن تتمنَى الخير لغيرك وأنت تعيش
تذمَرا مقيتا، وكلَ الأشياء الإيجابية تصلك صورة مشوَهة.
الخطوة الثانية : وهي أن تتخلَص من الطاقة السلبية التي بداخلك والمتأتية غالبا من أحداث عشتها بالماضي، أو من أشخاص أساؤوا إليك، أو من الفشل، الحزن، التشاؤم ، وهنا أودَ التأكيد على أنَ التخلَص من الطاقة السلبية هو الطريق إلى التفكير الإيجابي.
الخطوة الثالثة : وهي الطموح ، حيث وجب عليك أن تنال الرضى عن نفسك قبل أن تناله من الآخرين، وتصدق انك شخص جيد
وتؤمن بإمكانياتك لتتمكَن من تحقيق الأهداف التي تسمو إليها.
الخطوة الرابعة: وهي شكر النفس كخطوة للطاقة الإيجابية: وهو أن تتعلَم شكر نفسك ومكافأتها دون أن تنتظر شكرا من الآخرين،
وهو ما سيزيدك حماسا ورضا وثقة في النفس.
الخطوة الخامسة : وهي تطوير الذات وهنا وجب التوقَف لتحليل الذات وضبط نقاط القوَة والضعف والتطرَق إلى الجوانب التي يمكن
تطويرها عبر أنشطة، مواهب، معرفة وغير ذلك من سبل تطوير الذات.
وفي النهاية نسأل الله لنا ولكم حبَ النفس والحفاظ عليها وحبَ الأخرين.
*****بقلم نورة دبياوي الطرابلسي| متصرَف رئيس| تونس للأقطاب التكنولوجية الذكية.