استشاري القلب الدكتور سمير زمزى : المشي نصف ساعة يوميًا.. دواء مجاني لصحة القلب والعقل والجسم

الاحساء
زهير بن جمعة الغزال
أكد الدكتور سمير سلطان زمزمي، استشاري أمراض القلب، أن المشي ليس مجرد نشاط بدني فحسب، بل هو أسلوب حياة صحي يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في حياة الأفراد إذا ما تم الالتزام به بانتظام، خاصةً مع التقدم في السن أو في ظل ضغوط العمل والدراسة.
يشير الدكتور زمزمي، إلى أن من أبرز مزايا المشي أنه نشاط مجاني بالكامل، لا يتطلب أي معدات رياضية أو اشتراكات في النوادي أو ترتيبات معقدة، ويمكن ممارسته في أي مكان، سواء في الحدائق، أو الشوارع الهادئة، أو حتى داخل ممرات المنزل. كما يتميز بكونه نشاطًا منخفض التأثير لا يرهق المفاصل، مما يجعله مناسبًا لكافة الفئات العمرية، من الأطفال حتى كبار السن.
ويضيف، المشي نصف ساعة يوميًا قد يبدو بسيطًا، لكنه في الحقيقة أحد أقوى الوسائل الوقائية ضد مجموعة كبيرة من الأمراض الصامتة التي تتسلل إلى الجسم دون أعراض واضحة، مثل ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الكوليسترول، ومقدمات السكري.
وأوضح الدكتور زمزمي أن المشي اليومي له تأثير شامل ومتكامل على الصحة، وينعكس على عدة جوانب مهمة، منها، تحسين صحة القلب وتعزيز مرونة الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والجلطات، وتنشيط الدورة الدموية وتغذية الخلايا بالأكسجين بشكل أفضل، مما يزيد من كفاءة أعضاء الجسم، وتعزيز كفاءة الجهاز المناعي، مما يساعد الجسم على مقاومة العدوى والأمراض الموسمية، وتقوية العظام والمفاصل والعضلات، وخاصةً لدى كبار السن، بما يقلل من فرص الإصابة بهشاشة العظام أو الكسور، ورفع معدل حرق السعرات الحرارية والمساعدة في ضبط الوزن وتقليل دهون الجسم، وخاصةً عند ممارسة المشي السريع المنتظم، وتحسين الحالة النفسية وتخفيف مشاعر القلق والاكتئاب، حيث يُفرز أثناء المشي هرمون الإندورفين المسؤول عن تحسين المزاج.
كما أشار الدكتور زمزى، إلى فوائد أخري منها، تعزيز الوظائف الإدراكية والذهنية، وتقليل فرص الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر والخرف، وتحسين جودة النوم وزيادة الشعور بالراحة والاسترخاء بنهاية اليوم.
ويتابع الدكتور زمزمي، المشي اليومي له دور كبير في إعادة التوازن النفسي والعصبي، خاصةً في ظل الضغوط الحياتية المستمرة. مجرد خروج الإنسان من محيطه المغلق إلى الهواء الطلق، واستنشاق الأكسجين النقي، يمنحه طاقة إيجابية وشعورًا بالصفاء الذهني.
ونوّه الدكتور زمزمي إلى أن المشي يساعد في الوقاية من مجموعة من أخطر الأمراض المزمنة التي أصبحت تهدد صحة الملايين حول العالم، ومنها، أمراض القلب والشرايين، وداء السكري من النوع الثاني، وأنواع مختلفة من الأورام السرطانية، خصوصًا سرطان القولون والثدي، وهشاشة العظام والتهابات المفاصل، والسمنة المفرطة وما يصاحبها من مشكلات صحية خطيرة، وأسلوب المشي السليم للحصول على أفضل النتائج.
وأكد الدكتور زمزمي على أن فعالية المشي لا تكتمل إلا بممارسة التمرين بطريقة صحيحة، مشيرًا إلى مجموعة من الإرشادات التي تضمن الاستفادة القصوى من هذه العادة الصحية، وهي، الحفاظ على استقامة الجسم أثناء المشي، مع إرخاء الكتفين والرقبة، والنظر إلى الأمام بدلًا من الأسفل، لتجنب إجهاد الرقبة وتحقيق توازن في الحركة، وثني المرفقين وتحريك الذراعين بالتزامن مع حركة القدمين، مما يساعد على تحقيق تناسق عضلي وتنشيط الدورة الدموية، وشد عضلات البطن أثناء المشي، مما يسهم في تحسين التوازن وتقوية عضلات الجذع، والمشي بخطوات ثابتة، تبدأ من الكعب وتنتهي بالأصابع، مع تجنب المشي على أطراف القدم.
واختتم الدكتور سمير زمزمي تصريحه بالتأكيد على أن المشي نصف ساعة يوميًا ليس رفاهية، بل ضرورة صحية ملحة في عالمنا المعاصر، خاصةً في ظل الجلوس الطويل أمام الشاشات، وقلة الحركة، والعادات الغذائية الخاطئة.
وقال، كل خطوة تخطوها هي بمثابة استثمار في صحتك اليوم وغدًا، وهي عادة يمكن أن تغير نمط حياتك بالكامل دون تكلفة أو مجهود كبير، فلتكن عادة المشي اليومية جزءًا لا يتجزأ من روتينك، من أجل حياة أطول، وأقوى، وأكثر إشراقًا.