اتفاقية شرم الشيخ.. سلام للإنسان قبل الأوطان

كتبت د آمال إبراهيم
رئيس مجلس الأسرة العربية
أن اتفاقية السلام في مدينة السلام، اجتمع قادة العالم في مشهد استثنائي أعاد الأمل إلى النفوس. حضور رؤساء الدول، والرئيس الأمريكي، والرئيس عبد الفتاح السيسي ، واجتمع رؤساء الدول الأوروبية والعربية علي قلب رجل واحد منذ عقود كثيرة انتصرت الإنسانية كلها ورسمت لوحة جديدة من التفاهم والإصرار على إيقاف نزيف الحرب، خصوصًا في غزة التي أنهكتها النيران وفقدت براءتها بين الركام.
هذا اللقاء لم يكن حدثًا سياسيًا فحسب، بل كان صرخة إنسانية ضد العنف، ورسالة بأن السلام ليس توقيعًا على ورق، بل شفاء جماعي لروح العالم.فكل حرب تترك خلفها جيلًا مضطربًا، وأسرًا مكسورة، وأطفالًا يولدون وفي أعينهم الخوف بدل الأمل.وعندما تتوقف المدافع، يبدأ أعمق أنواع البناء: بناء الإنسان من الداخل. يحتاج الإنسان –كما تحتاج الأسرة العربية– إلى الأمان النفسي قبل الغذاء والكساء. فالأمن هو أول درجات الهرم الإنساني في احتياجات ماسلو، وبدونه يفقد الفرد القدرة على الحب والعطاء والإبداع.
لذلك فإن وقف حرب غزة ليس مجرد قرار سياسي، بل خطوة علاجية لروح الأمة العربية التي أنهكها الفقد والخوف والاضطراب.لقد جسدت شرم الشيخ اليوم حلمًا طال انتظاره، فحين تتصافح الأيدي ويُرفع صوت الحكمة فوق صوت السلاح، يشعر الإنسان في أي مكان من العالم أن الخير ما زال ممكنًا، وأن الضمير العالمي لم يمت بعد.الأسرة العربية اليوم أكثر ما تحتاجه ليس فقط السلام بين الدول، بل سلامًا داخل البيوت، بين الزوجين، بين الآباء والأبناء، بين الأجيال والقيم.فالسلام الخارجي لا يكتمل إلا بسلام داخلي يعيد التوازن للنفس، ويغرس في الأبناء مفهوم “أن الاختلاف لا يعني العداء، وأن القوة لا تُقاس بالحروب بل بالقدرة على احتواء الألم.”
إن اتفاقية السلام في شرم الشيخ ليست حدثًا سياسيًا عابرًا، بل لحظة فارقة في الوعي الجمعي، تؤكد أن الإنسانية حين تتحد، تنتصر على الخوف، وأن الأمن ليس رفاهية، بل حقٌّ أساسيٌّ لكل إنسان.ولعل أعظم انتصار في هذا المشهد، هو أن ينتصر الإنسان على ذاته، على غضبه، على نزعة الانتقام بداخله حينها فقط يمكن أن نقول:
“السلام ليس بين الشعوب فحسب، بل داخل كل قلب اختار الحياة بدل الكراهية.”