مقالات

أحداث مؤلمة، لكنها تحمل بشارات نصر في نهايته

 

المنطقة مقبلة على حرب كبرى هدفها تغيُّر النظام في إيران. وستكون هذه الحرب كارثية بالنسبة للكيان الصهيوني وللقواعد الأمريكية، كما ستشهد تدخل جبهات المقاومة في العراق واليمن ولبنان. ستتغير المعادلات إذ أن الصين وروسيا وكوريا الشمالية تسابق الزمن لتزويد إيران بكل ما يلزمها من أسلحة، بينما يحرص الأمريكيون والكيان المحتل على تنفيذ ضربة سريعة قبل وصول تلك الأسلحة التي قد تغير موازين القوى لصالح إيران.

 

هذه الحرب ستكون في صالح المقاومة في غزة وفلسطين، إذ ستواجه جيشاً صهيونياً مُنهكاً أصلاً قبل نشوب الحرب الكبرى، ومن ثم ستكون نهايتها — بإذن الله — نصرًا عظيمًا. المنطقة ليست مقبلة على سلام؛ فهناك خطط جاهزة للهجوم بريًا على اليمن، وخطط للقضاء على مقاومة العراق قبل الانتخابات العراقية، وقرار بالحرب ضد حزب الله في محاولة لتمكين الحكومات من نزع سلاحه. وهذه الأحداث لن تمر بخير على الكيان الصهيوني وأمريكا.

 

إيران، بعد أن حُشدت ضدها بعقوبات قاسية، قد تقلب الطاولة على الجميع. وستقف إلى جانبها استخبارياً دول مثل مصر وتركيا وباكستان، في حين يبقى الكيان الصهيوني محدود الإمكانات ومواضعه مكشوفة، ولا توجد له جبال تحمي مواقعً متعددة من الضربات، بعكس العديد من المواقع والمدن العسكرية الإيرانية المجهزة تحت الأرض.

 

هذه الحرب حاسمة بين معسكر الشرق ومعسكر الغرب؛ وانتصار أمريكا يعني تراجع نفوذ روسيا والصين ليس فقط في الشرق الأوسط بل أيضاً في دول القوقاز، التي تسعى أمريكا بقوة للتمركز فيها استعدادًا لصراع محتمل مع الصين. لذا ترى أمريكا من مصلحتها أن تؤمن مواقع استراتيجية مثل أفغانستان، وهو ما تعتبره الصين وروسيا وإيران تهديدًا لأمنها القومي وستحاول منعه.

 

بالتالي، صراع الكبار يصبّ في مصلحة دعم إيران، ودعم إيران ينعكس في تقوية جبهات المقاومة، وتقوية جبهات المقاومة يعرقل مخطط «صهاينة العرب» لتثبيت الكيان الصهيوني والتطبيع معه. ومن اللافت أن ترامب أشار البارحة إلى احتمال دخول إيران في اتفاقية تطبيع مع الكيان الصهيوني، لكنه يقصد — بحسب فهم بعض الدوائر — إيران بعد تغيير نظامها وتنصيب نظام يشبه الأنظمة الداعمة للتطبيع في المنطقة.

 

كتبه/ حمود النوفلي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى